الترهلات بعد الرجيم.. أسبابها وطرق علاجها المختلفة.. وسبل الوقاية
عند فقدان الوزن بسرعة، أو فقدان الكثير من الوزن، قد لا تستطيع البشرة التقلص مرة أخرى، وتبقى معلقة، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من الترهلات بعد الرجيم في مختلف مناطق الجسد، للتعرف على هذه العوامل، ومعرفة طرق الحل والوقاية من ضعف مرونة الجلد، يمكنكم متابعة هذه المقالة.
مرونة الجلد
يتكون الجلد من ألياف مرنة تشبه الأشرطة المطاطية في القدرة على التمدد والترابط بما يتناسب مع حجم الجسم، ومع مرور الجسم بالعديد من العوامل مثل الحمل وفقدان الوزن، تسمح هذه المرونة للجلد بالتمدد لاستيعاب الوزن الزائد، فتحدث بعض التغيرات في طبيعة الجلد تمنعه من الرجوع إلى حالته الأولى، بسبب اضطراب يحدث في حالة هذه الألياف.
طول عمر الجلد
يختلف عمر البشرة من شخص لآخر، ويتناسب عمر الجلد مع مرونته والقدرة على مواجهة التمدد الزائد بشكل عكسي، كما أن التقدم في العمر يعني طول فترة التعرض للملوثات والعوامل الخارجية، مثل: التدخين، وأضرار أشعة الشمس، وسوء التغذية، كما أن العوامل الوراثية يمكن أن تدخل في تقدم العمر مما يؤثر على مرونة الجلد.
كلما زادت هذه العوامل كلما فقدت البشرة مرونتها مع التقدم في العمر، وكلما زادت عوامل الشيخوخة وخاصة بفعل التدخين الذي يعيق تدفق الدم إلى البشرة، كلما ازدادت سرعة فقدان الجلد لمرونته، ويمكن التغلب على هذه العوامل بتجنب التدخين وأشعة الشمس، والعناية بالجلد وترطيبه بشكل جيد.
تكون الجلد الزائد
مع ضعف مرونة الجلد يزداد تكون الجلد الزائد، مما يلحق الضرر بالصحة الجسدية والنفسية، فالكثير من الجلد الزائد يعني التهيج والحكة، والالتهابات، والطفح الجلدي، وتفكك الجلد، كما يعيق الجلد الزائد الأنشطة البدنية اليومية الطبيعية، ويجعل من الصعب ممارسة الرياضة، وقد يترتب عليه الاكتئاب، والشعور بالضيق والحرج، وعدم الرضا عن الذات.
التخلص من الترهلات بعد الرجيم
يمكن لمن فقدوا كميات صغيرة أو معتدلة التخلص من الترهلات بعد الرجيم بعمل بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن اتباعها لتحسين جودة البشرة ومرونة الجلد، ويمكن اتباعها كطرق للوقاية من تكون الترهلات:
تمارين المقاومة
ممارسة تمرينات المقاومة بانتظام من أكثر الطرق الفعالة للتخلص من الترهلات بعد الرجيم سواء لكبار أو صغار السن، حيث تعمل التمرينات على بناء الكتلة العضلية، وحرق المزيد من السعرات الحرارية، فتتحسن مرونة وجودة البشرة، ويفضل ممارسة التمرينات الرياضية بالتوازي مع عمل الرجيم منعًا لتكون الكثير من الترهلات، كما يجب تجنب إنقاص الوزن بسرعة كبيرة.
الكولاجين
الكولاجين هو أحد مكونات البشرة الأساسية وهو عبارة عن بروتين يشكل أكثر من ثلثي الجلد، ويدخل في بناء الجلد والأنسجة، والعظام، ويمنح البشرة القوة والمرونة التي تحتاجها لمقاومة عوامل ضعف المرونة والارتخاء، لذا فأفضل طريقة للحفاظ على الكولاجين وتعزيز تواجده في الجسم، هو محاولة الحفاظ عليه في النظام الغذائي قبل أو بعد الرجيم، كما يلي:
• يمكن تناوله كمكمل غذائي أو كمسحوق، ويمكن الحصول عليه من مرق العظام.
• تناول حاجة الجسم اليومية من البروتين لحصول البشرة على الكولاجين من الأحماض الأمينية مثل الليسين والبرولين التي تدخل في بنائه.
• يساعد فيتامين C في تكوين الكولاجين، وحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس.
• أحماض أوميجا 3 الدهنية خاصة المتواجدة في الأسماك، مثل: سمك السالمون ثبت أنها تزيد من مرونة البشرة.
• استهلاك كمية وفيرة من الماء بشكل يومي يحسن من جودة البشرة ويرطب الجسم، كما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل صحي.
• استخدام كريمات الكولاجين التي تعمل على شد الجلد، إلا أن هذه الكريمات يمكن ألا تؤدي لشد البشرة بالشكل الكافي لأن الكولاجين يفضل تكونه في الداخل ليظهر على الجلد، وليس العكس.
عملية شد الجسم
عند فقدان الكثير من الوزن خاصة فقدان ما يقارب خمسين كيلو جرام في حالة السمنة، فإن العلاج بالطرق الطبيعية كالرياضة والغذاء لا يجديان في التخلص من ترهلات الجسم بعد الرجيم بسبب كثرة الجلد، ولكن عملية شد الجسم تنجح في التخلص من جميع درجات الترهلات بعد الرجيم في مختلف مناطق الجسم.
تتم جراحة شد الجسم في المستشفى تحت التخدير العام، ويمكن أن يتم إجراء الجراحة في أكثر من منطقة في الجسم، أو منطقة واحدة وفقًا للحالة الصحية للمريض، ودرجة الترهل، ويتم عمل شقوق الجراحة وفقًا لنوع الإجراء كالتالي:
شد الجسم العلوي
في هذا الإجراء يقوم الطبيب بعمل شق جراحي لشد الذراع العلوي والثدي، يمتد هذا الشق من تحت الإبط إلى الثدي حتى الكوع، وفي حالات الترهل الزائد يمتد حتى أسفل الذراع في الساعد، ويتم تشديد الجلد والأنسجة المرتخية والتخلص من الدهون، ثم غلق الشق الجراحي بالدبابيس والغرز.
شد الجسم الوسطي
هذا الإجراء يستهدف كل محيط البطن، أي الجزئين السفلي والعلوي من البطن، إلى جانب أسفل الظهر، وفيه يتم عمل شق محيطي للتخلص من كل الترهلات والدهون، وفي حالة عضلات البطن المنفصلة أو الممزقة، يقوم الطبيب بربط عضلات البطن بالغرز العميقة، ثم يشد الجلد والأنسجة ويزيل الزائد ويغلق شقوق الجراحة.
قد يتم عمل هذا الإجراء بعمل شق جراحي أعلى الأرداف لشد الأرداف في نفس الإجراء، يغلق الطبيب الجلد، ويقوم بتعليق أنابيب دقيقة لتصريف السوائل، ووضع الضمادات مكان الجراحة حتى تمتص ما يتصرف من سوائل متجمعة ودم.
شد الجسم السفلي
في هذا الإجراء يقوم الطبيب بعمل شق جراحي في نقطة التقاء منطقة العانة بالفخذ الداخلي ويمتد حتى الركبة، ويمكن عمل شق آخر في حالة الارتخاء الشديد في جانبي الفخذ، ثم يقوم بعمل شقوق صغيرة في المؤخرة حسب درجة الترهل، ويتخلص من الجلد الزائد والأنسجة المرتخية ثم يغلق شقوق الجراحة.
قد يقوم الطبيب بتأجيل أحد هذه الإجراءات، وقد يستغرق شد الجسم الكامل من عام إلى عامين حتى لا تتعقد الجراحة في بعض الحالات، أو حتى لا تزداد فترة التعافي بسبب كثرة شقوق الجراحة، وينتج عن هذه الجراحة شد المنطقة التي تم علاجها بشكل فوري ولكن النتائج تستغرق بعض الوقت حتى تظهر بسبب تكون الكدمات والأورام.
ويمكن الحفاظ على النتائج لأطول فترة ممكنة بالحفاظ على استقرار الوزن، وتجنب عوامل ارتخاء الجلد، كما أن النتائج تتأثر بعوامل التقدم في العمر ويمكن أن تقل مرونة الجلد، ولكن يمكن الاحتفاظ بأغلب نتائج الجراحة، وتستغرق فترة التعافي حتى أربعة أسابيع، ويمكن أن ينتج عنها بعض الآثار الجانبية والمضاعفات كالنزيف والتورم، والعدوى.
شد الجسم بالبدائل غير الجراحية
هناك بعض العلاجات الطبية التي يمكن عن طريقها شد ترهلات الجسم في الحالات المتوسطة أو البسيطة، ويمكن إجراؤها على مختلف مناطق الجسم بما فيها الوجه والرقبة، والأرداف، والبطن والساقين، وتعمل جميعها بتقنيات مختلفة على أن تحفز إنتاج المزيد من ألياف الكولاجين كالتالي:
• البلازما الغنية بالصفائح الدموية تتميز بخصائص علاجية ذاتية تقوم بشد الجلد المترهل، بما تنتجه من ألياف الكولاجين لاستعادة مرونة الجلد.
• الموجات الترددية تطلق هذه الموجات درجات عالية من الحرارة تصل إلى طبقات الجلد المختلفة وتحفز تكوين المزيد من الكولاجين للتخلص من الترهلات بعد الرجيم .
• الجمع بين الضوء النبضي المكثف والموجات الترددية يحفز الموجات الترددية على الوصول إلى أعماق أبعد وإنتاج كولاجين أكثر مما يزيد من فعالية شد الجسم.
• الموجات فوق الصوتية تعمل على تحفيز إنتاج المزيد من ألياف الكولاجين بسبب وصول الحرارة التي تصدر عنها لأعماق أبعد من الجلد مما يحفز إنتاج الكولاجين.
هذه العلاجات أكيدة الأثر لكن نتائجها ليست دائمة مثل جراحة شد الجسم، ويمكن الحصول على نتائج أفضل بتكرار الجلسات، وفي أفضل الحالات يمكن أن تدوم النتائج حتى عامين من الإجراء، وتتميز هذه الإجراءت بألا يتخللها التوقف، ويمكن الحصول على النتائج بسرعة، كما أن مع مرور الوقت يتحسن شكل الجلد بسبب الاستمرار في إنتاج ألياف كولاجين جديدة.
وفي نهاية المقالة عزيزي القارئ، يمكن الوقاية من الترهلات بعد الرجيم بممارسة التمرينات الرياضية أثناء الرجيم، لإعطاء الجلد الفرصة للتقلص، مع تجنب الفقدان السريع للوزن، والآن هل ترغب في الاستفسار عن إحدى الإجراءات الطبية السابقة، أو طرح المزيد من الأسئلة؟ لا تتردد في التواصل مع مركز د.أحمد مكاوي.
قد تمت مراجعة هذا المحتوى عند طريق الدكتور أحمد مكاوي استشاري جراحة التجميل ونحت القوام وزراعة الشعر الطبيعي.
